ماهو شكل الشيطان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائي .... هل تعلمون كيف هو شكل الشيطان ؟ هل هو قبيح أم جميل؟

إن شكله في الموروث الشعبي والذاكرة الجماعية عند أغلب شعوب الأرض هو شكل قبيح ودميم بل هو منتهى

القبح والبشاعة

فجلده أحمر ووجهه مجعد وله قرنان ونابان وعيناه حمراوان وأصابعه طويلة تنتهي بمخالب سوداء

إلى آخر صفات البشاعة التي يشمئز منها كل ناظر

والأمهات والجدات يحذرن صغارهن من الشيطان ويخوفونهم منه مع ذكر صورته القبيحة والمفزعة حتى

يخاف الأطفال منه فلا يقلدونه في طرق الشر التي يسلكها لكي لا يصبحوا بشعين مثله

فهو مضرب المثل في كل سوء خلق وبشاعة هيئة

فأما السوء والشر فهو أهل لذلك

وأما الشكل القبيح فلا أظنه كما يوصف بل سأفاجئكم وأقول:

إن شكل الشيطان جميل ... بل جميل جدا ... بل هو أجمل من كثير من الملائكة .... وإليكم الدليل:

اسمه إبليس وهو من الجن وكان عابدا لله مطيعا له حتى رفعه الله ووضعه بين الملائكة وكان لجماله وحسنه

يسمى طاووس الملائكة وكلنا يعلم جمال وحسن الطاووس

بل إن شدة جماله وحسنه أدى إلى إعجابه بنفسه فاستكبر على أمر الله حين أمره أن يسجد لآدم فأبى إبليس أن

يسجد لأنه اغتر بشكله وحسنه و أنه مخلوق من مادة أسمى وهي مارج من نار (طاقة) وأن آدم مخلوق من

طين (تراب وماء) وأن النار أفضل من الطين فإبليس ظن أن رقي مادة صنعه وجمال شكله يعطيه حقا وميزة

أن يترفع على أمر الله لكن هذا الغرور أورده المهالك فعصى أمر الله له بالسجود لآدم فغضب الله عليه وطرده

وأبعده وكان هذا العداء الأبدي بين إبليس وذريته وآدم وذريته

إذا فالشيطان جميل من الخارج قبيح من الداخل لكن هذا القبح الداخلي الثابت عليه انسحب على شكله

الخارجي في مخيلتنا خاصة أننا لا نراه

ولأننا نحن البشر مفطورون على حب الجمال فعندما نرى شخصا جميلا نحبه ابتداء ثم نفترض أن أخلاقه حسنة
والعكس صحيح عندما نرى شخصا ذا عاهة أو تشوه أو غير جميل نفترض أن أخلاقه سيئة

وهذا الا فتراض خاطىء في أغلب الأحيان بل فيه تسرع وسطحية وطفولية فالطفل يحكم على قيمة الأشياء

من خلال شكلها لا من خلال مضمونها

والشيطان في حربه مع ابن آدم يهاجمه بأن يحبب إليه كل شيء قبيح داخله لكنه مغلف بجمال خارجي خادع

كالخمر والميسر والربا والزنا والعلو والإستكبار والتناحر والإقتتال والحسد والبغضاء والتفلت من أوامر الله

والإجتراء على معصيته

كما يبغض في أنفسنا ويدفعنا إلى ترك كل شيء حسن ونافع باطنه وصعب ثقيل على النفس ظاهره

كالصلاة والزكاة والصيام والجهاد والصبر والصدق والتواضع والإيثار والصدقة

لذلك حفت (أحيطت) الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

فالجنة التي هي أجمل ما خلق الله محجوبة بسور عليه أبواب وهذه الأبواب هي الطاعات وهي ثقيلة على

النفس مكروهة لديها والشيطان وجنوده يعملون ليلا ونهارا ليبعدوننا عن الطاعات مستعينين علينا بنفوسنا

التي تكره الطاعات أصلا وتنفر منها

والنار التي هي أقبح ما خلق الله محجوبة بسور عليه أبواب وهذه الأبواب هي المعاصي وهي خفيفة على

النفس محببة لديها والشيطان وجنوده يعملون ليلا ونهارا ليقربوننا من المعاصي مستعينين علينا بنفوسنا

التي تحب المعاصي أصلا وتركن إليها

وأستذكر هنا قصة لرجل كان يعيش في مجتمع تحكم أفراده المظاهر

هذا الرجل أصابه فجأة نوع من الكشف أو المس فأصبح يرى الناس حسب حقيقة نفوسهم

فإن كان الشخص الذي ينظر إليه ذو نفس جميلة كان يراه بوجه جميل وإن كان قبيح الشكل

وإن كان الشخص الذي ينظر إليه ذو نفس قبيحة كان يراه بوجه قبيح وإن كان أجمل الناس

لكن هذا الكشف زال فجأة عن هذا الرجل فاكتشف حقيقة الظواهر والبواطن لكنه قرر أن يعامل الأشخاص

على حقيقة نفوسهم بغض النظر عن أشكالهم

ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن القيمة الحقيقية للعبد بقوله:

( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم

ولا يظنن أحد أن نكره الجمال بل نحن نعشقه لكننا نحب الجمال الذي خلفه جمال أجمل منه.........

جمال الباطن والجوهر فهو الحقيقي وهو المطلب

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

آمين

اعوز بالله من غضب الله

اعوز بالله من الشيطان الرجيم

سبحان الله