رسائل على قبر شاعر

رسائل على قبر شاعر
تغاريد تملأ القلب
أجراس تدق في مخيلتي
وأنا مثل كل الرجال
ابحث بين الوجوه عن ملهمتي
أضعتها بين طيات الحياة
أضعتها رغم كل إرادتي
ولما طال غيابها
فقدت أخر نبض أوردتي
وحل السكون بين أضلعي
وبت جسد بلا حراك
وضن الناس بأني مت
وإني تجاوزت دنياي إلى آخرتي
وحملوني مسرعين إلى قبري
وودعوني
والقوا التراب على جثتي
وأنا مسلم أمري
نعم وبكل إرادتي
لأني كرهت الحياة من بعدكِ
لأني يئست أن ألقاكِ يا معذبتي
لا تلوميني فلست قيس في صبرهِ
ولا احمل من ذكراكِ سوا أحلامي
وهناك حيث الرمال تقطع الأنفاس
والظلام يلفني وأنا أغرق في موتي
رأيت النور يبصر في مقلتي
ويداً تمسك بيدي
بيضاء دافئةً
أعادت النبض لأوردتي
أعادت صهيل خيل الشباب
من بعد شيخوختي
نعم لا تعجبي
فأسئلي كل من قرأ قصائدي
كم شيعت نفسي بينهم
كم حفرت قبري هنا بيدي
كم زائرٌ بكى لموتي
وكم صديق رمى الزهر على قبري
وأنتي أين كنتِ ؟
في أي أحلام صبابتكِ أبحرتي
ولما عدتي ؟ لترسلين لي الرسائل
أنا أسف يا سيدتي
فقد فقدت من بعد الموت مقلتي
فارحلي عودي من حيث آتيتي
فأنا رجل مات منذ زمن
منذ رقدت تلك كانت رقدتي
بقلمي

وأنا مثل كل الرجال
ابحث بين الوجوه عن ملهمتي
أضعتها بين طيات الحياة
أضعتها رغم كل إرادتي
ولما طال غيابها
فقدت أخر نبض أوردتي