هل أنت انسان طبيعي؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل أنت انسان طبيعي؟
استفتاح : لم يجد علماء النفس تعريفاً – مانعاً جامعاً – لما يمكن أن يكون عليه الإنسان السوّي، أي الإنسان الطبيعي. وربما كان ذلك التعريف من أصعب الأشياء. فالناس مختلفون كأفراد، ومختلفون كجماعات، والنفس البشرية المفردة هي دغل كثيف، موغل في العمق. وعلماء النفس وأطباؤه مشغولون بالإنسان الشاذ وما يعتري النفس البشرية من فساد وشذوذ، حتى لا يعود لديهم من وقت للإنسان السوي. بل أن هؤلاء كثيراً ما يفقدون الحدود الحقيقية بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي، وبين ما هو سوي وشاذ، وبين ما يمكن أن يسمى مرضاً وما يمكن أن يعتبر مجرد ميل أو نزعة إنسانية لا خطر منها ولا ضرر.
وهذه المسألة المُعضلة لا تواجه علماء النفس وحدهم, بل تواجه كل من دأب على تأمل أحوال الناس، وكل من دفعه حب الاستطلاع إلى معاينة سلوكهم. فكثيراً ما ترى الإنسان الرزين الذي كان يُمثـّل لك كل الحكمة والرزانة في العالم يُقْدِم على عمل تافه، كان يسرق غرضاً لا قيمة له من متجر، أو يقول أشياء لا ترابط بينها، أو يسلك سلوكاً لا يتناسب ومكانته التي وضعَتهُ بها.
فيما يلي مجموعة من أنواع الشذوذ الإنساني، والعقد النفسية، أكثر بكثير مما يستطيع مقال واحد أن يحتمل (ولذلك آثرت الاختصار).
ويبدو أنه ليس أكثر من شذوذ الإنسان مادة للتندر, وليس مثله موضوعاً لحب الاستطلاع. وقد لا يُفرِح النفس البشرية أكثر ما يفرحها التطلع إلى زلات غيرها من النفوس.
وربما كان السبب في ذلك أن شذوذ الآخرين وأخطاءهم يزيد نفوسنا طمأنينة، إذ نكتشف عندها أننا في المنطقة الآمنة لا نزال، بعيدين عن الخطر، خصوصاً إن كانت أخطاء (الآخرين) وشذوذهم لا يضرنا.
الطفلية الجنسية
الطفلية الجنسية هي شذوذ جنسي يظهر عند الفرد على شكل رغبة جامحة بأن يُعامَل كطفل، والمصاب بهذا المرض يصل به الأمر إلى أن يرتدي "حفاظ" الطفل، وهو يميل إلى الحديث بلغة الطفل وأسلوبه. بل تتملكه رغبة جامحة في أن يُضرَب على قفاه من قِبَل الآخرين. ومن أجل أن يُكمِل صاحبنا هذا "السيناريو" الطفولي، فأنه يكون مستعداً أن "يوسخ" نفسه على طريقة الأطفال، وأن يقوم بالتنظيف بنفس الطريقة.
ويبدو أن هذا الانحراف هو شكل من ظاهرة أعم هي الظاهرة المازوخية، والتي فيها يرغب المرء أن يسبب له الآخرون الألم، بل أنه يجد كفايته الجنسية مُرافقـَة ً بل قل مرهونة بهذا الألم. وتعرف المومسات هذا النوع من الشذوذ عن طريق المنحرفين من الرجال الذين يأتون إليهن طالبين خدمات جنسية من هذا النوع الغريب، كالضرب على القفا وغير ذلك من صنوف التعذيب.
ومعظم المصابين بالطفلية الجنسية هم من الأفراد الذين مرّوا بطفولة قاسية وتلقّوا معاملة غير إنسانية خلال تربيتهم تربية خالية من اللطف والمعاملة الرقيقة التي يحظى بها الأطفال عادة.
المصاداة
المصاداة أو ترديد أقوال الغير (Echolalia ) هي انحراف مرضي يردد المصاب فيه ما يقوله غيره، كما لو كان هو صدى لأقوال الآخرين، والمصاب يعيد التفوّه بعبارات كاملة أو أجزاء منها حال سماعها من مصدرها، وهو لا يكتفي بهذه المصاداة التي قد يعتبرها البعض هواية لا ضرر منها، بل أنه يرفق ترديده لهذه العبارات بضحكات قصيرة لا معنى لها، أو تمتمات غير مفهومة، يهدف من ورائها تبديل للصوت وتشويهه. وتكثر هذه الظاهرة بين فئات عديدة من المصابين بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) ، أو بين الذين يعانون من مشاكل في النمو، أو مشاكل في الجهاز العصبي.
الافتـتـضاحية
الافتتضاحية ( Exhibitionism ) هي انحراف يتميز بنزوع إلى إظهار العورة، وهي إحدى أنواع الانحرافات الجنسية، وفيها ينزع المريض إلى كشف عورته بما فيها أعضائه التناسلية وعرضها أمام الآخرين. أما الاكتفاء الجنسي الذي يتلقاه العارض من جرّاء عمله هذا فتكون من عملية العرض نفسها، ومن الدهشة الحاصلة للناظرين.
ويظهر هذا الانحراف عادة في جيل البلوغ، أو حتى متأخراً في الكهولة وفي خريف العمر. وفي بلاد مثل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث الحياء الجنسي شبه معدوم أصلاً عند كثير من الناس، تكون هذه الظواهر يومية وغير نادرة الوقوع، وخصوصاً في المدن الكبرى. وقد تُحَوّل المرأة المصابة بهذا الشذوذ هناك إلى عمل تعتاش منه، فتبيع صورها عارية للمجلات والأفلام الجنسية الهابطة.
أما علاج هذه الحالات فيكون بتعريض جسم المريض إلى مصدر للألم أو مصدر اشمئزاز في كل مرة يطلب فيها منه التعرّي أثناء العلاج.
رهبة الخلاء أو الفضاء
رهبة الخلاء أو الـ Agoraphobiaهي نوع شائع من الشذوذ في المدن الكبيرة، وفي المدنيات العظيمة، وفيه يخشى المصاب أن يخرج إلى الأماكن المفتوحة والفضاء الرحب. وبسبب ذلك يفرض هو على نفسه عزلة بيتيه تقيّده إلى البيت, وتمنعه من الخروج إلى الناس والأماكن التي يتجمع بها الجمهور.
ويخشى المصاب بهذا الخوف أن يصيبه مكروه أو تحدث مصيبة عامة في لحظة تواجده في الخلاء الرحب، أما معدل المصابين بهذا المرض فتبلغ بين 1 إلى 2 بالمائة. وهذه نسبة ليست قليلة طبعاً، ولا يشفع لها إلا كون قسم من هذه الحالات خفيفة فحسب. ولكن بعض الحالات تكون حالات صعبة يكره فيها المريض الخروج ويعزف عنه، حتى تُصاب حياته العملية بالشلل التام.
والجدير ذكره أيضاً أن معظم المصابين بهذا المرض هم من النساء في سن البلوغ (بعد المراهقة). أما أسباب المرض فيعزوها الأطباء النفسيون إلى حالة مأساوية صاحبت وجود المريض في الخارج وسببت له خوفاً عظيماً. ولكن علاج المرض هو العلاج الذي أثبت نجاعته في جميع الحالات التي يرتبط بها المرض بالخوف من مصدر واضح المعالم، وهو تعريض المريض إلى مصدر خوفه.
الوسواس القهري
الوسواس القهري إصابة يكون صاحبها غارقاً في وساوس لا سيطرة له عليها، كأن يقوم بعمل واحد فيكرره أكثر من مرة دون أن يستطيع الكف عنه، مثل أن يغسل يديه مئات المرات بل آلاف المرات في اليوم خوفاً من القذارة التي قد تتعلق بهما، حتى أن امتناعه عن هذا العمل يجعله معرضاً لخوف لا يعرف مصدره.
مثال آخر على الوسواس القهري هو أن يفحص المصاب باب سيارته أو باب بيته أن كان مغلقاً عشرات المرات وربما مئات المرات، وهو في كل مرة يعرف أن الباب مغلق ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من فحصه من جديد.
الخوف من الأزهار أو الأنتوفونيا
هناك أيضاً من يخاف من الأزهار، يخشى رؤيتها أو مجرد لمسها. وهذا الخوف يؤدي بصاحبه إلى تجنب الأماكن العامة، كالبساتين والحدائق العامة، وإذا كان الشخص الذي يخاف من الأفاعي يجد من يتفهم موقفه، فإن الخائف من الأزهار يندر أن يجد من يتفهمه بين المحيطين به، ذلك أن الناس، على العكس، تجدهم أكثر ما يكونون حباً للأزهار والتغنّي بها ( حتى الذين لا يحبون الأزهار تدفعهم قوى التقليد والتظاهر إلى التغنّي بها كغيرهم).
أما علاج هؤلاء المرضى، وعلى ندرتهم، فيكون بتعرضهم لأنواع مخففة من مصادر الخوف، كان تعرض عليهم أولاً مجموعة من صور الزهور وما إلى ذلك.
الجوع المرضي
الجوع المرضي أو "البوليميا"، كما يسميه الغربيون، هو حالة دائمة من الرغبة في الأكل ألقسري، وفيها يضطر المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام أكثر بكثير من حاجته الطبيعية. وهو يجد نفسه مدفوعاً إلى هذا السلوك على الرغم من أن كثرة الطعام تؤذيه وتسبب له الألم وصعوبة الحركة والشعور بالذنب.
والمُصاب بهذا المرض أنما يكون واقعاً في إحدى حالتين، فهو إما جائع راغب في الأكل ملتهم ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وإما متخم متألم عاجز عن الحركة متقيئ ما أكل.
ومعظم المصابين بهذا المرض هن من النساء. بل أن نسبة الإصابة بينهم كبيرة ، فهي تبلغ بين 1 إلى 5 في المائة. وقد تردد في الصحف الصفراء أن الأميرة ديانا كانت مصابة بهوس الأكل الذي يضطرها بعد كل وجبة متعبة إلى استفراغ ما بداخلها.
والجوع المرضي، أو هوس الطعام هو حالة نفسية خطرة قد تتجه بصاحبها إلى الجنون العنيف، فيشرع الى أكل الزجاج ان لم يجد غيره، بل ويأكل الخشب أن اضطر لذلك.
أما السبب الرائج لهذه الحالة فهو الفكرة الخاطئة التي يحملها المصاب عن نفسه وعن شكل جسمه، والعلاج غير سهل بتاتاً، بل هو يستوجب ريجيمًا قاسيًا وانضباطا لا تجد هؤلاء الناس إلا بعيدين عنه، ولذلك لا يكون هناك مندوحة عن العلاج النفسي.
يسعى المصاب إلى اغتصاب ضحيته أو إلى قتلها بعد ذلك لإخفاء جريمة الاغتصاب.
حب النائمين
حب النائمين أو "الهيبنوفيليا" هو شذوذ يجعل صاحبه يتهيج جنسيًا لمرأى شخص نائم. والمتزوج المصاب بهذا الشذوذ لا يُقْدِم على معاشرة شريكه بالشكل الطبيعي المعروف، بل ينتظر أن يستغرق الشريك في النوم، وعندها فقط يرغب بالاتصال الجنسي معه.
وفي بعض الحالات المتطرفة يعمل المصاب على تنويم شريكه اصطناعيا بوسائل كالمهدئات والأدوية الكيماوية للشروع في ممارسة الجنس معه نائمًا. وفي الولايات المتحدة الأمريكية ضُبِطَ أحد الأطباء وهو يمارس الجنس مع أحدى مريضاته بعد أن نوّمها عن طريق المخدر.
في حالة أخرى رصد الباحثون امرأة أخرى كانت لا تمارس الجنس إلا مع رجال أنهوا دورية عمل واحدة أو اثنتين، من أجل أن يتم الاتصال الجنسي أثناء نوم الرجل المتعب.
ويظهر هذا المرض في سن النضوج، خصوصًا بعد طفولة قاسية امتازت بخوف الطفل من أهله أو مربيته، وهكذا ترتبط الرغبة الجنسية عند هؤلاء الأطفال بنوم الضحية كي لا تستطيع ردعهم أو مقاومتهم.
التحويل المرضي
يظهر هذا الشذوذ على شكل تعطيل في عمل أحد أعضاء الجسم، وذلك لأسباب نفسية وليس لأسباب بدنية فسيولوجية.
ولكي يثبت فرويد مرّة أن الإعاقة التي تعاني منها مريضته، وهي التي كانت تشكو من عطل في ساقها، ليست بدنية بل نفسية, فأنه نوّمها تنويمًا مغناطيسيا وطلب منها أن تقوم وتمشي، فقامت ومشت وكأنها إنسانة سليمة، مع العلم أنها لم تكن تستطيع ذلك في حالة اليقظة العادية. وكان هذا هو الدليل الذي قدّمه فرويد على أن هذه السيدة أنما تشكو من سبب نفسي يؤثر سلبيًا على آلية الحركة عندها.
أما الإعاقات الشائعة في إطار هذا المرض فهي الشلل والصمم والعمى، كذلك فقدان حاسة اللمس والشعور بالقلق. والأسباب النفسية التي تؤدي لهذه الظاهرة قد تكون صراعًا نفسيا حادّا يقوم في نفس المريض. أو قد يكون حاجة نفسية للمريض غير متوفرة ( كالأطفال الذين يدّعون المرض لأن طلبًا لهم لم يُلَبّى)، أو قد يكون اشمئزازا أو كراهية شديدة لشيء ما يتعرض له المريض أو تعرّضَ له بشكل فجائي حاسم.
ويذكر الأطباء مثلا حالة جندي يُصاب بالشلل التام في رجليه كلما وصله أمر للذهاب إلى الجيش، والاختلاف هنا بين حالة الجندي وحالة الطفل هي أن الشلل هنا لا يكون شللا وهميًا، ويصيب هذا المرض الرجال والنساء البالغين على حد سواء.
النزعة الدموية
النزعة الدموية هي شذوذ جنسي يظهر على شكل رغبة حادة في امتصاص دم الضحية. وعن طريق العنف والتسبب بجرح الضحية وإراقة دمها يحصل المريض على قمة تهيّجه الجنسي، وهذه هي حالات شذوذ نادرة ولكنها بالغة الخطورة.
والمبتلون بها يُعْتَبرون حالات صعبة تستوجب المعالجة داخل جدران المصحات العقلية. والأنكى من ذلك أنه غالبا ما يُوَجّه هذا السلوك الشاذ إلى ضحايا ضعيفة كالأطفال والنساء.
عشق الحيوان
الزيئوفيليا أو عشق الحيوان يُعتبر شذوذا جنسيًا، وهو يعني الرغبة في إقامة علاقات جنسية مع الحيوانات، أو نوع معين منها. وتكثر هذه الظاهرة في المجتمعات القروية حيث يكثر الاتصال اليومي بين الإنسان والحيوان، وتحفز الاتصال الجنسي بين الاثنين دوافع الحرمان الجنسي في المجتمع المحافظ.
وتشير الإحصائيات أن معظم الذين يأتون هذا الفعل هم من الرجال، وأن 9% من الرجال على الأقل قد مارسوا بالفعل علاقة جنسية مع واحد من الحيوانات مرّة واحدة على الأقل.
رِهاب العدد 13
هذا النوع من الشذوذ الذي يسمونه "تريسكادكوفوبيا" منتشر في بلاد الغرب، لما يرتبط به العدد 13 من نزعة تشاؤمية في تراثهم ووعيهم، ولكن هذه النزعة تتعدى عند بعض الأشخاص المسألة التراثية كثيرا، فيصير الواحد منهم يخشى الاقتراب من، أو التعامل مع، أي شخص أو أي أمر يحمل الرقم 13 أو يرتبط به.
التشبه بالمرأة
التشبه بالمرأة أو الترانفيستيزم هو شذوذ يظْهر عند بعض الناس على شكل ميل جارف لارتداء ثياب الجنس الآخر.
والرجل المصاب بهذا الشذوذ يحب أن يرتدي ثياب النساء، وهو يحتفظ عنده بثياب نسائية جاهزة للاستعمال وخصوصًا الثياب الداخلية الخاصة بالمرأة، كذلك هو لا يُغْفِلُ استعمال أدوات الزينة لنفس الأغراض التي تستعملها المرأة. وفي معظم الأحيان ترافق هذه النزعة رغبة في تقليد النساء في مشيتهن وطريقة كلامهن.
وقد يعتقد البعض أن الرجل الذي يتشبّه بالمرأة بهذه الطريقة أنما يخفي أو يظهر ميول لواطية، ولكن هذا الرأي غير صحيح بالضرورة، فمعظم هؤلاء الرجال يتصرفون من الناحية الجنسية تصرفًا رجاليًا واضحًا.
وتبدأ أعراض هذا الشذوذ في الطفولة، ولكنها تصبح ظاهرة في سن النضوج، حين يكشف الفرد عن ميوله هذه، أما في البحث عن أسباب هذا الشذوذ، فقد تبين أن كثيرا من هؤلاء قد تعرّضوا في طفولتهم لعقوبة تتلخّص في أنهم أُجبروا على ارتداء ثياب الجنس الآخر لكي يُسخر منهم.
الخوف من القذارة أو السيسوفوبيا
الخوف من القذارة قد يبلغ عند بعض الأفراد حد الهوس، وعندها يصبح عبئًا ينبغي التخلص منه. والمصاب بهذا المرض يخشى أن يُصاب بالمرض والتسمم أو الاختناق من جراء تعرضه للقذارة، ولذلك فهو يقضي جل وقته محاولا إزالة أي نوع من القذارة أو الاحتياط من أي احتمال لحدوثها.
أما جيل حدوث هذا المرض فهو الطفولة أو البلوغ. وفي كثير من الأحيان يحدث ذلك في أعقاب مشاهدة الفرد لحادث مأساوي مرتبط بقذارة ما.
عشق الأغراض القذرة
وهذا شذوذ جنسي آخر يحصل في ميل الفرد إلى أغراض مستعملة أو قذرة.
والمصاب بهذا الشذوذ يجد نفسه متهيجًا جنسيًا عند رؤيته ثياب داخلية قذرة لامرأة، أو عند مشاهدته ملاءات لم تُبَدّل من على فراش لشهور أو سنوات.
اشتهاء الموتى أو النيكروفيليا
اشتهاء الموتى جنسيًا أو الانجذاب الجنسي نحو جثث الموتى هو من أغرب أنواع الشذوذ الجنسي بل ربما أغربها على الإطلاق. فإذا كانت باقي أنواع الشذوذ مرتبطة بالحي أنسأنا كان أو حيوانا أو بما يمت إليه من صلة، فأن هذا الشذوذ يرتبط بالأموات فحسب.
وفي فرنسا انتشرت مرّة قصة المليونير الذي كان يعطي لحارس القبر مالاً من أجل أن يتصل به ويخبره في كل مرة يُؤْتَى بها بجثة فتاة جميلة لدفنها في المقبرة.
وفي بعض الأحيان يضطر المصاب بهذا المرض أن يحفر القبر بنفسه ليُخْرِج الجثة المقبورة حديثا من أجل أن يمارس الجنس معها. وفي حالات متطرفة أخرى يقتل المريض بهذا الشذوذ ضحيته قبل أن يمارس الجنس معها (مع الجثة).
ولندرة هذا المرض فأنه قليلا ما يصل أصحابه إلى العلاج، وأكثر الحالات شهرة في التاريخ هي الحالات التي أنكشفت أمام القضاء أثناء التحقيق في ملابسات قضايا أخرى، أما أسباب المرض فيعزوها المحللون إلى جبن المريض من إتيان الجنس السوي مع شريك حيّ.
النرجسية ( نركيسيزيم)
النرجسية حالة معروفة لكثرة استعمالها في النصوص الأدبية. أن المصاب بعقدة النرجسية يظل يحدوه الشعور بـ " أن كل شيء من حقي".
والنرجسي يمتاز غالبًا بحساسية مفرطة للنقد الموجّه إليه تجعله لا يقبل مثل هذا النقد مهما كان. وهو يرد على أي نقد يوجه نحوه بغضب وبخجل وبعنف. أنه مصاب بتضخم الأنا عنده، كما يقول علماء النفس، وتضخم الأنا يتلوه تضخّم الاعتبار الذاتي للنفس. والنرجسي هو من نوع الأشخاص الذين يبالغون بتقدير أنفسهم ويبالغون بوصف منجزاتهم وقدراتهم. وهو ينتظر أن يلاقي اعتباراً من الآخرين أكثر بكثير مما يستحق عادة.
أن النرجسي يظل مسكوناً بهاجس نجاحاته الوهمية وبجرأته وشجاعته وذكائه. ولكنه وفي أعماق نفسه يحسد الآخرين غالباً.
الشيزوفرينيا
الشيزوفرينيا، هي مجموعة من العوائق النفسية، يميزها ما ينجم عنها من خلل في تفكير الشخص وفهمه، في عاطفته وسلوكه. ويسمى هذا المرض خطأ بانفصام الشخصية، وما هو بانفصام الشخصية. والمريض بالشيزوفرينيا يكون مطارداً غالباً بتفكير غير عقلاني، وتلاحقه الاعتقادات الخاطئة عن نفسه وعما يحيط به من أحداث وأمور وأشخاص. كذلك فأن تفكيره يظل مُعْوَجاً ومليئاً بالأوهام. أما عواطفه فتصبح أكثر حدة ولكنها تكون بلا عمق، وغير ملائمة للظروف الموضوعية التي تظهر فيها.
والسلوك الشيزوفريني هو سلوك شاذ ينطوي غالباً على حركات غريبة للجسم، كما لو كانت حركات آلية، ويمتاز المريض بهذه الآفة بالسكون والارتداد إلى النفس ابتعاداً عن الناس والواقع.
ويصيب المرض واحداً من كل مئة شخص في العالم، أي أنه مرض غير نادر الوقوع. أما زمن حدوث المرض فيكون في سن البلوغ خصوصاً باقتراب جيل الثلاثين.
وعلاج المرض يكون بعلاج عوارضه غالباً أكثر مما هو علاج المرض نفسه. ويستعمل الأطباء في العلاج الأدوية بالإضافة إلى الضربات الكهربائية والعلاج النفسي التحليلي.
الموت استمناءً (سيكسوال – افيسيا)
هو شذوذ جنسي مُهْلِك، وفيه يرغب الفرد المصاب أن يزيد من لذته الجنسية أثناء ممارسته العادة السرية بواسطة منع وصول الأكسجين إلى مخه. ولذلك تراه يضع كيساً مقفلاً حول فمه يتنفس منه أثناء استمنائه. وقد يلجأ في حالات متطرفة إلى شنق نفسه أثناء ممارسته هذه العملية، حاصلاً بذلك على لذة جنسية متعاظمة.
وتكثر الإصابة بهذا الشذوذ القاتل لدى الشبان من الذكور، ولكنها تحصل أيضا عند النساء صغيرات السن أو البالغات، وهناك صيغة ليست أقل خطورة لهذا الانحراف تظهر على شكل رغبة المصاب بتنفس الغازات (من غير الأكسجين) أو المواد الكيماوية أثناء الاستمناء. وتقول الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك خمسين شخصاً يموتون كل سنة على الأقل أثناء قيامهم بممارسة هوايتهم هذه على الطبيعة.
اشتهاء الأولاد
هو شذوذ جنسي أيضا ينزع صاحبه إلى إقامة علاقات جنسية مع الأولاد، وقد تظهر هذه النزعة بشكل عنيف يتم فيه اغتصاب الولد أو حتى قتله من أجل إخفاء جرم اغتصابه. وقد تتم استمالة الولد عن طريق استرضائه قبل العملية الجنسية. وفي التاريخ العربي القديم كانت إقامة العلاقات الجنسية مع الأولاد عادة متفشية بين طبقات المجتمع العليا، وكان الأولاد يباعون ويشترون ويربون ويجهزون من أجل هذا الهدف. وكثيراً ما كانت العلاقة مع الولد تكون ملازمة لمشاعر عنيفة من الحب، كما يحدث في العلاقة بين الجنسين. بل أن الأدب العربي القديم مليء بالقصص والنوادر والقصائد التي تحكي عن مثل هذه الممارسات. ويُحكى أنه لما ازداد تولع الرجال بالغلمان فيظهرون أمام الرجال مثلهم، فسمين بالغلاميات، وخصوصاً في القصور والبيوت الارستقراطية.
أما سن الإصابة بهذا الشذوذ فهو في سنوات البلوغ المبكرة أولاً، وثانيا سن البلوغ المتأخر بل وفي خريف العمر.
وهذا المرض غير نادر الوجود، وأن كانت الإحصائيات الدقيقة عنه غير قائمة في هذا المجال، وكل ما هناك تقارير الشرطة. ومعظم المصابين بهذا المرض هم من الأشخاص الذين تعرضوا بأنفسهم كأولاد لمثل هذه الممارسات من قِبَل بالغين أقاموا علاقات جنسية معهم.
الإجازة النفسية
الإجازة النفسية مرض نفسي فجائي يجعل المصاب به يترك بيته ويهجر المحيط الذي يعيش فيه إلى محيط آخر، حيث يعيش بهوية مختلفة عن هويته الأولى، مُغيّراً اسمه ومكتسباً شخصية وعملاً جديدين، ناسياً شخصيته القديمة. وعادة ما تتميز الشخصية الجديدة بجرأة أكبر من الشخصية الأولى. وعندما يعود المريض إلى رشده يعود إلى بيته الأول وينسى ما حدث له أثناء حياته الثانية.
أما سن حدوث المرض فهو مختلف، وهو قد يصيب المرء في كل سن، والأسباب هي عادة أزمات حادة في حياة الفرد مثل الحروب والمصائب الشخصية، بحيث تقع الشخصية تحت ضغط نفسي عظيم أو إدمان على الخمر.
ويستعمل في علاج هذا المرض العلاج عن طريق التنويم المغناطيسي يمكن تذكير المصاب بهويته الأولى وإعادته إليها تدريجياً.
الفيتشية
الفيتشية أو التقديس الأعمى Fetishism هي انحراف جنسي يصيب بعض الأفراد بحيث يجعلهم يحصلون على كفايتهم الجنسية من ممارسة الجنس مع أغراض جنسية تخص الطرف الآخر، وقد يحدث أحيانا أن لا تكون هذه الأغراض متعلقة بالجنس.
والغرض، موضوع التعلق في هذه الحالة، يكون هو الموضوع الجنسي، ومثال على ذلك، الجوارب، أو الثياب الداخلية للمرأة، أو معطف يخصها. ويذكر الأطباء أن شاباً إنجليزي مارس الجنس 16 مرة في يوم واحد مع مجموعة هائلة من المعاطف في متجر كبير لبيع الملابس. صحيح... أن معظم المصابين بهذا المرض هم من الرجال.
البيجماليونية
بيجماليون هو الفنان اليوناني الذي صنع تمثالاً لمرأة وأبدع في صنعه حتى تمنى من الآلهة أن تدب روح الحياة في هذا التمثال، فاستجيبت أمنيته وتحول التمثال إلى المرأة التي حلم بها متجسدة في التمثال. ولكن المشاكل بين الاثنين، الصانع والمرأة حدثت بعد ذلك.
أما البيجماليونية فهي شذوذ جنسي يظهر بشكل رغبة في إقامة العلاقات الجنسية مع التماثيل أو لعب الأطفال. وليس هناك إحصائيات ثابتة عن مدى انتشار هذا المرض. أما معظم المصابين فيه فهم من الرجال.
انفصام الشخصية
أنه مرض نفسي يظهر على شكل تعدد الشخصيات في الشخص الواحد. وتظهر كل شخصية من هذه الشخصيات مستقلة عن الأخريات، بحيث يكون لها حياتها الكاملة والثابتة الخاصة، وتتعاقب الشخصيات في الظهور في أزمان مختلفة، بحيث يؤدي ظهور الواحدة منها إلى أن يسلك الفرد ويفكر ويبرمج أفعاله حسب هذه الشخصية الظاهرة.
ويمكن أن يكون ظهور الشخصية الواحدة فجائياً، والأهم من ذلك أن المرء قد يكون حذراً وجباناً في شخصية واحدة ومتهوراً وشجاعاً في شخصية أخرى، بل أن خط اليد يختلف من شخصية لأخرى.
وبخلاف ما تظهر وسائل الإعلام فأن هذا المرض ضيق الانتشار، وقد اكتشف مؤخراً مريض كانت تتعاقب عليه 9 شخصيات مختلفة، ولكن الرقم القياسي الذي سُجِّلَ في هذه الحالات هو 14 شخصية ظهرت عند نفس الشخص. أما أسباب المرض فيعيدها الأطباء إلى أزمة شديدة حدثت في الطفولة بحيث أن تغير الشخصية كان هو الملجأ لمواجهة أزمته. والعلاج يضم علاجاً نفسياً مطولاً وتنويما مغناطيسياً.
حب المقعدين
هذا شذوذ جنسي يظهر على شكل ميل شديد نحو المقعدين، والمصاب بهذا المرض يشكو في غالب الأحيان من عدم ثقة بالنفس أو قلة اعتبار لنفسه، حتى تصير علاقته مع المقعد متنفساً له يعطيه شعوراً بالتفوق ومن ثم بالاطمئنان. ويصاب بهذا المرض الرجال والنساء معاً.
وقد وصفت إحدى النساء الرغبة الجنسية التي انتابتها عندما كانت تمر بالقرب من مصحّ يعيش فيه مقعدون بأنها رغبة جامحة، وفي النهاية جعلت تستميل احد النزلاء ن المقعدين كان يمر من هناك بالصدفة.
هوس الاحتكاك
هذا مرض نفسي يتمثل في رغبة الفرد الحصول على كفايته الجنسية من احتكاك عضوه التناسلي بجسم شخص آخر دون موافقة هذا الآخر أثناء أو عن طريق الاحتكاك به. والمصاب بهذا المرض يبحث عن ضحاياه في الأماكن العامة وفي أماكن الازدحام، مثل الباصات أو محطات القطار، وقد يصل المريض إلى حالة من الانتصاب والقذف أثناء هذه الممارسات.
أما المصابون بهذا المرض فهم في سن النضوج المبكر، وهم أفراد عاجزون جنسياً، غير قادرين على ممارسة علاقة جنسية كاملة مع شريك متفق معهم.
هوس النار
شذوذ جنسي يصل فيه المصاب إلى قمة التهيج الجنسي عند رؤيته للنار المشتعلة، وقد يصل به تهيجه إلى درجة الوصول إلى القذف والاكتفاء الجنسي. ويشبه هذا المرض مرضاً آخر هو الانجذاب القهري للنار، حيث يجد بعض الناس أنفسهم منجذبين إلى إشعال النار والتطلع إلى الحاصل عند الاشتعال بلا علاقة برغباتهم الجنسية.
البارانويا
البارانويا أو جنون الاضطهاد هو عقدة نفسية تكون مصاحبة عادة لمرض الشيزوفرينيا، وفيها يجد المريض نفسه مضطراً إلى الاشتغال الكامل بأفكار وهمية، يعتقد من خلالها أنه مستهدف من قِبَل أعداء وهميين، وأن مؤامرات يشترك فيها أطراف كثيرة من الأعداء تحاك وراء ظهره. وقد يعتقد المريض مثلاً أنه واقع تحت مراقبة شبكات تجسس محلية وعالمية، أو حتى كونية ( من الفضاء الخارجي) تحاول الإيقاع به.
وبعض الأفكار الوهمية الأخرى قد تجعل المريض يعتقد أنه هو زعيم العالم، (لذلك يُسمى هذا المرض أيضا بجنون العظمة)، أو أن شريكه يخونه (جنون الارتياب)، أو أن شخصاً آخر يحبه حباً جنونياً (جنون الحب).
ومن الصعب غالباً أن نستطيع تحويل المريض عن أفكاره هذه لمجرد السخرية منها أو محاولة نقضها، وإذا حاول المعالج أن يقنع المريض أنه ليس هناك من جواسيس يتعقبونه، فان المريض سيظن أن المعالِج متعاون ومتآمر مع أولئك الجواسيس.
وفي حالة واحدة من هذه الحالات اتهم مريض البارانويا طبيبه بأنه زرع في مخه جهازاً للتجسس عندما قام بإجراء عمليه له في المستشفى. كذلك فأن مراكز الشرطة في كثير من البلاد في أمريكا وأوروبا يتلقون شكاوي من أناس يدّعون أن صحوناً طائرة قد هبطت على الأرض وأن ملاحيها يحاولون الإيقاع بهم.
الإغماء التخشبي
يُعَد هذا المرض من المظاهر المرافقة للشيزوفرينيا، وفيه يتأرجح المريض بين حالتين متناقضتين هما الحماس الشديد والفعالية الزائدة عن الحد، والثانية هي حالة من الجمود الجسماني الذي يستمر لساعات يبقى فيها الجسم في وضع واحد، ومن هنا جاء الاسم "الإغماء التخشبي". وفي هذه الحالة الثانية ينكفئ الفرد على نفسه وينقطع نهائياً عما حوله ، أما حركاته فتكون قليلة وآلية، ولا يقاوم جسمُه أثناءها أي تدخل خارجي.
جاذبية الحقنة الشرجية
شذوذ جنسي يميل صاحبه إلى التهيج الجنسي عن طريق تلقي حقنة في شرجه، والمصابون بهذا المرض قد يترددون على العيادات الطبية عدة مرات في اليوم، بحجج مختلفة من اجل الحصول على حقنات شرجية. وقد تناقل الأطباء مرة قصة امرأة استأجرت ممرضة خاصة من أجل أن تعطيها حقناً شرجية كما تريد.
هذا الشذوذ نادر الحدوث، وهو يحدث مع الرجال والنساء معاً. ويبدو أن سبب هذا الميل الغريب عائد إلى تجربة شرجية لذيذة مرّ بها المريض في طفولته.
شبق السرقة
أنه شذوذ جنسي يجري فيه التهيج الجنسي وبلوغ أقصى اللذة الجنسية أثناء ممارسة سرقة الأغراض المختلفة، ولا يكون الغرض المسروق ذا قيمة جنسية بالضرورة، ولكنه يُستعمل بعد ذلك لغرض الاستمناء.
ويلعب في ممارسة السرقة حس المغامرة والخوف من الانكشاف والافتضاح دوراً عظيماً. ويصيب هذا الشذوذ أكثر ما يصيب الناس في سن النضوج المبكر. والمصابون به يشكون عادة من خجل عظيم ومن شعور بالذنب من مشاعرهم الجنسية العادية، فيكون شذوذهم هو الطريق إلى إخفاء هذه المشاعر، والتفتيش عنها في نفس الوقت.
وهذه المسألة المُعضلة لا تواجه علماء النفس وحدهم, بل تواجه كل من دأب على تأمل أحوال الناس، وكل من دفعه حب الاستطلاع إلى معاينة سلوكهم. فكثيراً ما ترى الإنسان الرزين الذي كان يُمثـّل لك كل الحكمة والرزانة في العالم يُقْدِم على عمل تافه، كان يسرق غرضاً لا قيمة له من متجر، أو يقول أشياء لا ترابط بينها، أو يسلك سلوكاً لا يتناسب ومكانته التي وضعَتهُ بها.
فيما يلي مجموعة من أنواع الشذوذ الإنساني، والعقد النفسية، أكثر بكثير مما يستطيع مقال واحد أن يحتمل (ولذلك آثرت الاختصار).
ويبدو أنه ليس أكثر من شذوذ الإنسان مادة للتندر, وليس مثله موضوعاً لحب الاستطلاع. وقد لا يُفرِح النفس البشرية أكثر ما يفرحها التطلع إلى زلات غيرها من النفوس.
وربما كان السبب في ذلك أن شذوذ الآخرين وأخطاءهم يزيد نفوسنا طمأنينة، إذ نكتشف عندها أننا في المنطقة الآمنة لا نزال، بعيدين عن الخطر، خصوصاً إن كانت أخطاء (الآخرين) وشذوذهم لا يضرنا.
الطفلية الجنسية
الطفلية الجنسية هي شذوذ جنسي يظهر عند الفرد على شكل رغبة جامحة بأن يُعامَل كطفل، والمصاب بهذا المرض يصل به الأمر إلى أن يرتدي "حفاظ" الطفل، وهو يميل إلى الحديث بلغة الطفل وأسلوبه. بل تتملكه رغبة جامحة في أن يُضرَب على قفاه من قِبَل الآخرين. ومن أجل أن يُكمِل صاحبنا هذا "السيناريو" الطفولي، فأنه يكون مستعداً أن "يوسخ" نفسه على طريقة الأطفال، وأن يقوم بالتنظيف بنفس الطريقة.
ويبدو أن هذا الانحراف هو شكل من ظاهرة أعم هي الظاهرة المازوخية، والتي فيها يرغب المرء أن يسبب له الآخرون الألم، بل أنه يجد كفايته الجنسية مُرافقـَة ً بل قل مرهونة بهذا الألم. وتعرف المومسات هذا النوع من الشذوذ عن طريق المنحرفين من الرجال الذين يأتون إليهن طالبين خدمات جنسية من هذا النوع الغريب، كالضرب على القفا وغير ذلك من صنوف التعذيب.
ومعظم المصابين بالطفلية الجنسية هم من الأفراد الذين مرّوا بطفولة قاسية وتلقّوا معاملة غير إنسانية خلال تربيتهم تربية خالية من اللطف والمعاملة الرقيقة التي يحظى بها الأطفال عادة.
المصاداة
المصاداة أو ترديد أقوال الغير (Echolalia ) هي انحراف مرضي يردد المصاب فيه ما يقوله غيره، كما لو كان هو صدى لأقوال الآخرين، والمصاب يعيد التفوّه بعبارات كاملة أو أجزاء منها حال سماعها من مصدرها، وهو لا يكتفي بهذه المصاداة التي قد يعتبرها البعض هواية لا ضرر منها، بل أنه يرفق ترديده لهذه العبارات بضحكات قصيرة لا معنى لها، أو تمتمات غير مفهومة، يهدف من ورائها تبديل للصوت وتشويهه. وتكثر هذه الظاهرة بين فئات عديدة من المصابين بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) ، أو بين الذين يعانون من مشاكل في النمو، أو مشاكل في الجهاز العصبي.
الافتـتـضاحية
الافتتضاحية ( Exhibitionism ) هي انحراف يتميز بنزوع إلى إظهار العورة، وهي إحدى أنواع الانحرافات الجنسية، وفيها ينزع المريض إلى كشف عورته بما فيها أعضائه التناسلية وعرضها أمام الآخرين. أما الاكتفاء الجنسي الذي يتلقاه العارض من جرّاء عمله هذا فتكون من عملية العرض نفسها، ومن الدهشة الحاصلة للناظرين.
ويظهر هذا الانحراف عادة في جيل البلوغ، أو حتى متأخراً في الكهولة وفي خريف العمر. وفي بلاد مثل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث الحياء الجنسي شبه معدوم أصلاً عند كثير من الناس، تكون هذه الظواهر يومية وغير نادرة الوقوع، وخصوصاً في المدن الكبرى. وقد تُحَوّل المرأة المصابة بهذا الشذوذ هناك إلى عمل تعتاش منه، فتبيع صورها عارية للمجلات والأفلام الجنسية الهابطة.
أما علاج هذه الحالات فيكون بتعريض جسم المريض إلى مصدر للألم أو مصدر اشمئزاز في كل مرة يطلب فيها منه التعرّي أثناء العلاج.
رهبة الخلاء أو الفضاء
رهبة الخلاء أو الـ Agoraphobiaهي نوع شائع من الشذوذ في المدن الكبيرة، وفي المدنيات العظيمة، وفيه يخشى المصاب أن يخرج إلى الأماكن المفتوحة والفضاء الرحب. وبسبب ذلك يفرض هو على نفسه عزلة بيتيه تقيّده إلى البيت, وتمنعه من الخروج إلى الناس والأماكن التي يتجمع بها الجمهور.
ويخشى المصاب بهذا الخوف أن يصيبه مكروه أو تحدث مصيبة عامة في لحظة تواجده في الخلاء الرحب، أما معدل المصابين بهذا المرض فتبلغ بين 1 إلى 2 بالمائة. وهذه نسبة ليست قليلة طبعاً، ولا يشفع لها إلا كون قسم من هذه الحالات خفيفة فحسب. ولكن بعض الحالات تكون حالات صعبة يكره فيها المريض الخروج ويعزف عنه، حتى تُصاب حياته العملية بالشلل التام.
والجدير ذكره أيضاً أن معظم المصابين بهذا المرض هم من النساء في سن البلوغ (بعد المراهقة). أما أسباب المرض فيعزوها الأطباء النفسيون إلى حالة مأساوية صاحبت وجود المريض في الخارج وسببت له خوفاً عظيماً. ولكن علاج المرض هو العلاج الذي أثبت نجاعته في جميع الحالات التي يرتبط بها المرض بالخوف من مصدر واضح المعالم، وهو تعريض المريض إلى مصدر خوفه.
الوسواس القهري
الوسواس القهري إصابة يكون صاحبها غارقاً في وساوس لا سيطرة له عليها، كأن يقوم بعمل واحد فيكرره أكثر من مرة دون أن يستطيع الكف عنه، مثل أن يغسل يديه مئات المرات بل آلاف المرات في اليوم خوفاً من القذارة التي قد تتعلق بهما، حتى أن امتناعه عن هذا العمل يجعله معرضاً لخوف لا يعرف مصدره.
مثال آخر على الوسواس القهري هو أن يفحص المصاب باب سيارته أو باب بيته أن كان مغلقاً عشرات المرات وربما مئات المرات، وهو في كل مرة يعرف أن الباب مغلق ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من فحصه من جديد.
الخوف من الأزهار أو الأنتوفونيا
هناك أيضاً من يخاف من الأزهار، يخشى رؤيتها أو مجرد لمسها. وهذا الخوف يؤدي بصاحبه إلى تجنب الأماكن العامة، كالبساتين والحدائق العامة، وإذا كان الشخص الذي يخاف من الأفاعي يجد من يتفهم موقفه، فإن الخائف من الأزهار يندر أن يجد من يتفهمه بين المحيطين به، ذلك أن الناس، على العكس، تجدهم أكثر ما يكونون حباً للأزهار والتغنّي بها ( حتى الذين لا يحبون الأزهار تدفعهم قوى التقليد والتظاهر إلى التغنّي بها كغيرهم).
أما علاج هؤلاء المرضى، وعلى ندرتهم، فيكون بتعرضهم لأنواع مخففة من مصادر الخوف، كان تعرض عليهم أولاً مجموعة من صور الزهور وما إلى ذلك.
الجوع المرضي
الجوع المرضي أو "البوليميا"، كما يسميه الغربيون، هو حالة دائمة من الرغبة في الأكل ألقسري، وفيها يضطر المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام أكثر بكثير من حاجته الطبيعية. وهو يجد نفسه مدفوعاً إلى هذا السلوك على الرغم من أن كثرة الطعام تؤذيه وتسبب له الألم وصعوبة الحركة والشعور بالذنب.
والمُصاب بهذا المرض أنما يكون واقعاً في إحدى حالتين، فهو إما جائع راغب في الأكل ملتهم ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وإما متخم متألم عاجز عن الحركة متقيئ ما أكل.
ومعظم المصابين بهذا المرض هن من النساء. بل أن نسبة الإصابة بينهم كبيرة ، فهي تبلغ بين 1 إلى 5 في المائة. وقد تردد في الصحف الصفراء أن الأميرة ديانا كانت مصابة بهوس الأكل الذي يضطرها بعد كل وجبة متعبة إلى استفراغ ما بداخلها.
والجوع المرضي، أو هوس الطعام هو حالة نفسية خطرة قد تتجه بصاحبها إلى الجنون العنيف، فيشرع الى أكل الزجاج ان لم يجد غيره، بل ويأكل الخشب أن اضطر لذلك.
أما السبب الرائج لهذه الحالة فهو الفكرة الخاطئة التي يحملها المصاب عن نفسه وعن شكل جسمه، والعلاج غير سهل بتاتاً، بل هو يستوجب ريجيمًا قاسيًا وانضباطا لا تجد هؤلاء الناس إلا بعيدين عنه، ولذلك لا يكون هناك مندوحة عن العلاج النفسي.
يسعى المصاب إلى اغتصاب ضحيته أو إلى قتلها بعد ذلك لإخفاء جريمة الاغتصاب.
حب النائمين
حب النائمين أو "الهيبنوفيليا" هو شذوذ يجعل صاحبه يتهيج جنسيًا لمرأى شخص نائم. والمتزوج المصاب بهذا الشذوذ لا يُقْدِم على معاشرة شريكه بالشكل الطبيعي المعروف، بل ينتظر أن يستغرق الشريك في النوم، وعندها فقط يرغب بالاتصال الجنسي معه.
وفي بعض الحالات المتطرفة يعمل المصاب على تنويم شريكه اصطناعيا بوسائل كالمهدئات والأدوية الكيماوية للشروع في ممارسة الجنس معه نائمًا. وفي الولايات المتحدة الأمريكية ضُبِطَ أحد الأطباء وهو يمارس الجنس مع أحدى مريضاته بعد أن نوّمها عن طريق المخدر.
في حالة أخرى رصد الباحثون امرأة أخرى كانت لا تمارس الجنس إلا مع رجال أنهوا دورية عمل واحدة أو اثنتين، من أجل أن يتم الاتصال الجنسي أثناء نوم الرجل المتعب.
ويظهر هذا المرض في سن النضوج، خصوصًا بعد طفولة قاسية امتازت بخوف الطفل من أهله أو مربيته، وهكذا ترتبط الرغبة الجنسية عند هؤلاء الأطفال بنوم الضحية كي لا تستطيع ردعهم أو مقاومتهم.
التحويل المرضي
يظهر هذا الشذوذ على شكل تعطيل في عمل أحد أعضاء الجسم، وذلك لأسباب نفسية وليس لأسباب بدنية فسيولوجية.
ولكي يثبت فرويد مرّة أن الإعاقة التي تعاني منها مريضته، وهي التي كانت تشكو من عطل في ساقها، ليست بدنية بل نفسية, فأنه نوّمها تنويمًا مغناطيسيا وطلب منها أن تقوم وتمشي، فقامت ومشت وكأنها إنسانة سليمة، مع العلم أنها لم تكن تستطيع ذلك في حالة اليقظة العادية. وكان هذا هو الدليل الذي قدّمه فرويد على أن هذه السيدة أنما تشكو من سبب نفسي يؤثر سلبيًا على آلية الحركة عندها.
أما الإعاقات الشائعة في إطار هذا المرض فهي الشلل والصمم والعمى، كذلك فقدان حاسة اللمس والشعور بالقلق. والأسباب النفسية التي تؤدي لهذه الظاهرة قد تكون صراعًا نفسيا حادّا يقوم في نفس المريض. أو قد يكون حاجة نفسية للمريض غير متوفرة ( كالأطفال الذين يدّعون المرض لأن طلبًا لهم لم يُلَبّى)، أو قد يكون اشمئزازا أو كراهية شديدة لشيء ما يتعرض له المريض أو تعرّضَ له بشكل فجائي حاسم.
ويذكر الأطباء مثلا حالة جندي يُصاب بالشلل التام في رجليه كلما وصله أمر للذهاب إلى الجيش، والاختلاف هنا بين حالة الجندي وحالة الطفل هي أن الشلل هنا لا يكون شللا وهميًا، ويصيب هذا المرض الرجال والنساء البالغين على حد سواء.
النزعة الدموية
النزعة الدموية هي شذوذ جنسي يظهر على شكل رغبة حادة في امتصاص دم الضحية. وعن طريق العنف والتسبب بجرح الضحية وإراقة دمها يحصل المريض على قمة تهيّجه الجنسي، وهذه هي حالات شذوذ نادرة ولكنها بالغة الخطورة.
والمبتلون بها يُعْتَبرون حالات صعبة تستوجب المعالجة داخل جدران المصحات العقلية. والأنكى من ذلك أنه غالبا ما يُوَجّه هذا السلوك الشاذ إلى ضحايا ضعيفة كالأطفال والنساء.
عشق الحيوان
الزيئوفيليا أو عشق الحيوان يُعتبر شذوذا جنسيًا، وهو يعني الرغبة في إقامة علاقات جنسية مع الحيوانات، أو نوع معين منها. وتكثر هذه الظاهرة في المجتمعات القروية حيث يكثر الاتصال اليومي بين الإنسان والحيوان، وتحفز الاتصال الجنسي بين الاثنين دوافع الحرمان الجنسي في المجتمع المحافظ.
وتشير الإحصائيات أن معظم الذين يأتون هذا الفعل هم من الرجال، وأن 9% من الرجال على الأقل قد مارسوا بالفعل علاقة جنسية مع واحد من الحيوانات مرّة واحدة على الأقل.
رِهاب العدد 13
هذا النوع من الشذوذ الذي يسمونه "تريسكادكوفوبيا" منتشر في بلاد الغرب، لما يرتبط به العدد 13 من نزعة تشاؤمية في تراثهم ووعيهم، ولكن هذه النزعة تتعدى عند بعض الأشخاص المسألة التراثية كثيرا، فيصير الواحد منهم يخشى الاقتراب من، أو التعامل مع، أي شخص أو أي أمر يحمل الرقم 13 أو يرتبط به.
التشبه بالمرأة
التشبه بالمرأة أو الترانفيستيزم هو شذوذ يظْهر عند بعض الناس على شكل ميل جارف لارتداء ثياب الجنس الآخر.
والرجل المصاب بهذا الشذوذ يحب أن يرتدي ثياب النساء، وهو يحتفظ عنده بثياب نسائية جاهزة للاستعمال وخصوصًا الثياب الداخلية الخاصة بالمرأة، كذلك هو لا يُغْفِلُ استعمال أدوات الزينة لنفس الأغراض التي تستعملها المرأة. وفي معظم الأحيان ترافق هذه النزعة رغبة في تقليد النساء في مشيتهن وطريقة كلامهن.
وقد يعتقد البعض أن الرجل الذي يتشبّه بالمرأة بهذه الطريقة أنما يخفي أو يظهر ميول لواطية، ولكن هذا الرأي غير صحيح بالضرورة، فمعظم هؤلاء الرجال يتصرفون من الناحية الجنسية تصرفًا رجاليًا واضحًا.
وتبدأ أعراض هذا الشذوذ في الطفولة، ولكنها تصبح ظاهرة في سن النضوج، حين يكشف الفرد عن ميوله هذه، أما في البحث عن أسباب هذا الشذوذ، فقد تبين أن كثيرا من هؤلاء قد تعرّضوا في طفولتهم لعقوبة تتلخّص في أنهم أُجبروا على ارتداء ثياب الجنس الآخر لكي يُسخر منهم.
الخوف من القذارة أو السيسوفوبيا
الخوف من القذارة قد يبلغ عند بعض الأفراد حد الهوس، وعندها يصبح عبئًا ينبغي التخلص منه. والمصاب بهذا المرض يخشى أن يُصاب بالمرض والتسمم أو الاختناق من جراء تعرضه للقذارة، ولذلك فهو يقضي جل وقته محاولا إزالة أي نوع من القذارة أو الاحتياط من أي احتمال لحدوثها.
أما جيل حدوث هذا المرض فهو الطفولة أو البلوغ. وفي كثير من الأحيان يحدث ذلك في أعقاب مشاهدة الفرد لحادث مأساوي مرتبط بقذارة ما.
عشق الأغراض القذرة
وهذا شذوذ جنسي آخر يحصل في ميل الفرد إلى أغراض مستعملة أو قذرة.
والمصاب بهذا الشذوذ يجد نفسه متهيجًا جنسيًا عند رؤيته ثياب داخلية قذرة لامرأة، أو عند مشاهدته ملاءات لم تُبَدّل من على فراش لشهور أو سنوات.
اشتهاء الموتى أو النيكروفيليا
اشتهاء الموتى جنسيًا أو الانجذاب الجنسي نحو جثث الموتى هو من أغرب أنواع الشذوذ الجنسي بل ربما أغربها على الإطلاق. فإذا كانت باقي أنواع الشذوذ مرتبطة بالحي أنسأنا كان أو حيوانا أو بما يمت إليه من صلة، فأن هذا الشذوذ يرتبط بالأموات فحسب.
وفي فرنسا انتشرت مرّة قصة المليونير الذي كان يعطي لحارس القبر مالاً من أجل أن يتصل به ويخبره في كل مرة يُؤْتَى بها بجثة فتاة جميلة لدفنها في المقبرة.
وفي بعض الأحيان يضطر المصاب بهذا المرض أن يحفر القبر بنفسه ليُخْرِج الجثة المقبورة حديثا من أجل أن يمارس الجنس معها. وفي حالات متطرفة أخرى يقتل المريض بهذا الشذوذ ضحيته قبل أن يمارس الجنس معها (مع الجثة).
ولندرة هذا المرض فأنه قليلا ما يصل أصحابه إلى العلاج، وأكثر الحالات شهرة في التاريخ هي الحالات التي أنكشفت أمام القضاء أثناء التحقيق في ملابسات قضايا أخرى، أما أسباب المرض فيعزوها المحللون إلى جبن المريض من إتيان الجنس السوي مع شريك حيّ.
النرجسية ( نركيسيزيم)
النرجسية حالة معروفة لكثرة استعمالها في النصوص الأدبية. أن المصاب بعقدة النرجسية يظل يحدوه الشعور بـ " أن كل شيء من حقي".
والنرجسي يمتاز غالبًا بحساسية مفرطة للنقد الموجّه إليه تجعله لا يقبل مثل هذا النقد مهما كان. وهو يرد على أي نقد يوجه نحوه بغضب وبخجل وبعنف. أنه مصاب بتضخم الأنا عنده، كما يقول علماء النفس، وتضخم الأنا يتلوه تضخّم الاعتبار الذاتي للنفس. والنرجسي هو من نوع الأشخاص الذين يبالغون بتقدير أنفسهم ويبالغون بوصف منجزاتهم وقدراتهم. وهو ينتظر أن يلاقي اعتباراً من الآخرين أكثر بكثير مما يستحق عادة.
أن النرجسي يظل مسكوناً بهاجس نجاحاته الوهمية وبجرأته وشجاعته وذكائه. ولكنه وفي أعماق نفسه يحسد الآخرين غالباً.
الشيزوفرينيا
الشيزوفرينيا، هي مجموعة من العوائق النفسية، يميزها ما ينجم عنها من خلل في تفكير الشخص وفهمه، في عاطفته وسلوكه. ويسمى هذا المرض خطأ بانفصام الشخصية، وما هو بانفصام الشخصية. والمريض بالشيزوفرينيا يكون مطارداً غالباً بتفكير غير عقلاني، وتلاحقه الاعتقادات الخاطئة عن نفسه وعما يحيط به من أحداث وأمور وأشخاص. كذلك فأن تفكيره يظل مُعْوَجاً ومليئاً بالأوهام. أما عواطفه فتصبح أكثر حدة ولكنها تكون بلا عمق، وغير ملائمة للظروف الموضوعية التي تظهر فيها.
والسلوك الشيزوفريني هو سلوك شاذ ينطوي غالباً على حركات غريبة للجسم، كما لو كانت حركات آلية، ويمتاز المريض بهذه الآفة بالسكون والارتداد إلى النفس ابتعاداً عن الناس والواقع.
ويصيب المرض واحداً من كل مئة شخص في العالم، أي أنه مرض غير نادر الوقوع. أما زمن حدوث المرض فيكون في سن البلوغ خصوصاً باقتراب جيل الثلاثين.
وعلاج المرض يكون بعلاج عوارضه غالباً أكثر مما هو علاج المرض نفسه. ويستعمل الأطباء في العلاج الأدوية بالإضافة إلى الضربات الكهربائية والعلاج النفسي التحليلي.
الموت استمناءً (سيكسوال – افيسيا)
هو شذوذ جنسي مُهْلِك، وفيه يرغب الفرد المصاب أن يزيد من لذته الجنسية أثناء ممارسته العادة السرية بواسطة منع وصول الأكسجين إلى مخه. ولذلك تراه يضع كيساً مقفلاً حول فمه يتنفس منه أثناء استمنائه. وقد يلجأ في حالات متطرفة إلى شنق نفسه أثناء ممارسته هذه العملية، حاصلاً بذلك على لذة جنسية متعاظمة.
وتكثر الإصابة بهذا الشذوذ القاتل لدى الشبان من الذكور، ولكنها تحصل أيضا عند النساء صغيرات السن أو البالغات، وهناك صيغة ليست أقل خطورة لهذا الانحراف تظهر على شكل رغبة المصاب بتنفس الغازات (من غير الأكسجين) أو المواد الكيماوية أثناء الاستمناء. وتقول الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك خمسين شخصاً يموتون كل سنة على الأقل أثناء قيامهم بممارسة هوايتهم هذه على الطبيعة.
اشتهاء الأولاد
هو شذوذ جنسي أيضا ينزع صاحبه إلى إقامة علاقات جنسية مع الأولاد، وقد تظهر هذه النزعة بشكل عنيف يتم فيه اغتصاب الولد أو حتى قتله من أجل إخفاء جرم اغتصابه. وقد تتم استمالة الولد عن طريق استرضائه قبل العملية الجنسية. وفي التاريخ العربي القديم كانت إقامة العلاقات الجنسية مع الأولاد عادة متفشية بين طبقات المجتمع العليا، وكان الأولاد يباعون ويشترون ويربون ويجهزون من أجل هذا الهدف. وكثيراً ما كانت العلاقة مع الولد تكون ملازمة لمشاعر عنيفة من الحب، كما يحدث في العلاقة بين الجنسين. بل أن الأدب العربي القديم مليء بالقصص والنوادر والقصائد التي تحكي عن مثل هذه الممارسات. ويُحكى أنه لما ازداد تولع الرجال بالغلمان فيظهرون أمام الرجال مثلهم، فسمين بالغلاميات، وخصوصاً في القصور والبيوت الارستقراطية.
أما سن الإصابة بهذا الشذوذ فهو في سنوات البلوغ المبكرة أولاً، وثانيا سن البلوغ المتأخر بل وفي خريف العمر.
وهذا المرض غير نادر الوجود، وأن كانت الإحصائيات الدقيقة عنه غير قائمة في هذا المجال، وكل ما هناك تقارير الشرطة. ومعظم المصابين بهذا المرض هم من الأشخاص الذين تعرضوا بأنفسهم كأولاد لمثل هذه الممارسات من قِبَل بالغين أقاموا علاقات جنسية معهم.
الإجازة النفسية
الإجازة النفسية مرض نفسي فجائي يجعل المصاب به يترك بيته ويهجر المحيط الذي يعيش فيه إلى محيط آخر، حيث يعيش بهوية مختلفة عن هويته الأولى، مُغيّراً اسمه ومكتسباً شخصية وعملاً جديدين، ناسياً شخصيته القديمة. وعادة ما تتميز الشخصية الجديدة بجرأة أكبر من الشخصية الأولى. وعندما يعود المريض إلى رشده يعود إلى بيته الأول وينسى ما حدث له أثناء حياته الثانية.
أما سن حدوث المرض فهو مختلف، وهو قد يصيب المرء في كل سن، والأسباب هي عادة أزمات حادة في حياة الفرد مثل الحروب والمصائب الشخصية، بحيث تقع الشخصية تحت ضغط نفسي عظيم أو إدمان على الخمر.
ويستعمل في علاج هذا المرض العلاج عن طريق التنويم المغناطيسي يمكن تذكير المصاب بهويته الأولى وإعادته إليها تدريجياً.
الفيتشية
الفيتشية أو التقديس الأعمى Fetishism هي انحراف جنسي يصيب بعض الأفراد بحيث يجعلهم يحصلون على كفايتهم الجنسية من ممارسة الجنس مع أغراض جنسية تخص الطرف الآخر، وقد يحدث أحيانا أن لا تكون هذه الأغراض متعلقة بالجنس.
والغرض، موضوع التعلق في هذه الحالة، يكون هو الموضوع الجنسي، ومثال على ذلك، الجوارب، أو الثياب الداخلية للمرأة، أو معطف يخصها. ويذكر الأطباء أن شاباً إنجليزي مارس الجنس 16 مرة في يوم واحد مع مجموعة هائلة من المعاطف في متجر كبير لبيع الملابس. صحيح... أن معظم المصابين بهذا المرض هم من الرجال.
البيجماليونية
بيجماليون هو الفنان اليوناني الذي صنع تمثالاً لمرأة وأبدع في صنعه حتى تمنى من الآلهة أن تدب روح الحياة في هذا التمثال، فاستجيبت أمنيته وتحول التمثال إلى المرأة التي حلم بها متجسدة في التمثال. ولكن المشاكل بين الاثنين، الصانع والمرأة حدثت بعد ذلك.
أما البيجماليونية فهي شذوذ جنسي يظهر بشكل رغبة في إقامة العلاقات الجنسية مع التماثيل أو لعب الأطفال. وليس هناك إحصائيات ثابتة عن مدى انتشار هذا المرض. أما معظم المصابين فيه فهم من الرجال.
انفصام الشخصية
أنه مرض نفسي يظهر على شكل تعدد الشخصيات في الشخص الواحد. وتظهر كل شخصية من هذه الشخصيات مستقلة عن الأخريات، بحيث يكون لها حياتها الكاملة والثابتة الخاصة، وتتعاقب الشخصيات في الظهور في أزمان مختلفة، بحيث يؤدي ظهور الواحدة منها إلى أن يسلك الفرد ويفكر ويبرمج أفعاله حسب هذه الشخصية الظاهرة.
ويمكن أن يكون ظهور الشخصية الواحدة فجائياً، والأهم من ذلك أن المرء قد يكون حذراً وجباناً في شخصية واحدة ومتهوراً وشجاعاً في شخصية أخرى، بل أن خط اليد يختلف من شخصية لأخرى.
وبخلاف ما تظهر وسائل الإعلام فأن هذا المرض ضيق الانتشار، وقد اكتشف مؤخراً مريض كانت تتعاقب عليه 9 شخصيات مختلفة، ولكن الرقم القياسي الذي سُجِّلَ في هذه الحالات هو 14 شخصية ظهرت عند نفس الشخص. أما أسباب المرض فيعيدها الأطباء إلى أزمة شديدة حدثت في الطفولة بحيث أن تغير الشخصية كان هو الملجأ لمواجهة أزمته. والعلاج يضم علاجاً نفسياً مطولاً وتنويما مغناطيسياً.
حب المقعدين
هذا شذوذ جنسي يظهر على شكل ميل شديد نحو المقعدين، والمصاب بهذا المرض يشكو في غالب الأحيان من عدم ثقة بالنفس أو قلة اعتبار لنفسه، حتى تصير علاقته مع المقعد متنفساً له يعطيه شعوراً بالتفوق ومن ثم بالاطمئنان. ويصاب بهذا المرض الرجال والنساء معاً.
وقد وصفت إحدى النساء الرغبة الجنسية التي انتابتها عندما كانت تمر بالقرب من مصحّ يعيش فيه مقعدون بأنها رغبة جامحة، وفي النهاية جعلت تستميل احد النزلاء ن المقعدين كان يمر من هناك بالصدفة.
هوس الاحتكاك
هذا مرض نفسي يتمثل في رغبة الفرد الحصول على كفايته الجنسية من احتكاك عضوه التناسلي بجسم شخص آخر دون موافقة هذا الآخر أثناء أو عن طريق الاحتكاك به. والمصاب بهذا المرض يبحث عن ضحاياه في الأماكن العامة وفي أماكن الازدحام، مثل الباصات أو محطات القطار، وقد يصل المريض إلى حالة من الانتصاب والقذف أثناء هذه الممارسات.
أما المصابون بهذا المرض فهم في سن النضوج المبكر، وهم أفراد عاجزون جنسياً، غير قادرين على ممارسة علاقة جنسية كاملة مع شريك متفق معهم.
هوس النار
شذوذ جنسي يصل فيه المصاب إلى قمة التهيج الجنسي عند رؤيته للنار المشتعلة، وقد يصل به تهيجه إلى درجة الوصول إلى القذف والاكتفاء الجنسي. ويشبه هذا المرض مرضاً آخر هو الانجذاب القهري للنار، حيث يجد بعض الناس أنفسهم منجذبين إلى إشعال النار والتطلع إلى الحاصل عند الاشتعال بلا علاقة برغباتهم الجنسية.
البارانويا
البارانويا أو جنون الاضطهاد هو عقدة نفسية تكون مصاحبة عادة لمرض الشيزوفرينيا، وفيها يجد المريض نفسه مضطراً إلى الاشتغال الكامل بأفكار وهمية، يعتقد من خلالها أنه مستهدف من قِبَل أعداء وهميين، وأن مؤامرات يشترك فيها أطراف كثيرة من الأعداء تحاك وراء ظهره. وقد يعتقد المريض مثلاً أنه واقع تحت مراقبة شبكات تجسس محلية وعالمية، أو حتى كونية ( من الفضاء الخارجي) تحاول الإيقاع به.
وبعض الأفكار الوهمية الأخرى قد تجعل المريض يعتقد أنه هو زعيم العالم، (لذلك يُسمى هذا المرض أيضا بجنون العظمة)، أو أن شريكه يخونه (جنون الارتياب)، أو أن شخصاً آخر يحبه حباً جنونياً (جنون الحب).
ومن الصعب غالباً أن نستطيع تحويل المريض عن أفكاره هذه لمجرد السخرية منها أو محاولة نقضها، وإذا حاول المعالج أن يقنع المريض أنه ليس هناك من جواسيس يتعقبونه، فان المريض سيظن أن المعالِج متعاون ومتآمر مع أولئك الجواسيس.
وفي حالة واحدة من هذه الحالات اتهم مريض البارانويا طبيبه بأنه زرع في مخه جهازاً للتجسس عندما قام بإجراء عمليه له في المستشفى. كذلك فأن مراكز الشرطة في كثير من البلاد في أمريكا وأوروبا يتلقون شكاوي من أناس يدّعون أن صحوناً طائرة قد هبطت على الأرض وأن ملاحيها يحاولون الإيقاع بهم.
الإغماء التخشبي
يُعَد هذا المرض من المظاهر المرافقة للشيزوفرينيا، وفيه يتأرجح المريض بين حالتين متناقضتين هما الحماس الشديد والفعالية الزائدة عن الحد، والثانية هي حالة من الجمود الجسماني الذي يستمر لساعات يبقى فيها الجسم في وضع واحد، ومن هنا جاء الاسم "الإغماء التخشبي". وفي هذه الحالة الثانية ينكفئ الفرد على نفسه وينقطع نهائياً عما حوله ، أما حركاته فتكون قليلة وآلية، ولا يقاوم جسمُه أثناءها أي تدخل خارجي.
جاذبية الحقنة الشرجية
شذوذ جنسي يميل صاحبه إلى التهيج الجنسي عن طريق تلقي حقنة في شرجه، والمصابون بهذا المرض قد يترددون على العيادات الطبية عدة مرات في اليوم، بحجج مختلفة من اجل الحصول على حقنات شرجية. وقد تناقل الأطباء مرة قصة امرأة استأجرت ممرضة خاصة من أجل أن تعطيها حقناً شرجية كما تريد.
هذا الشذوذ نادر الحدوث، وهو يحدث مع الرجال والنساء معاً. ويبدو أن سبب هذا الميل الغريب عائد إلى تجربة شرجية لذيذة مرّ بها المريض في طفولته.
شبق السرقة
أنه شذوذ جنسي يجري فيه التهيج الجنسي وبلوغ أقصى اللذة الجنسية أثناء ممارسة سرقة الأغراض المختلفة، ولا يكون الغرض المسروق ذا قيمة جنسية بالضرورة، ولكنه يُستعمل بعد ذلك لغرض الاستمناء.
ويلعب في ممارسة السرقة حس المغامرة والخوف من الانكشاف والافتضاح دوراً عظيماً. ويصيب هذا الشذوذ أكثر ما يصيب الناس في سن النضوج المبكر. والمصابون به يشكون عادة من خجل عظيم ومن شعور بالذنب من مشاعرهم الجنسية العادية، فيكون شذوذهم هو الطريق إلى إخفاء هذه المشاعر، والتفتيش عنها في نفس الوقت.
عقاب السمالوسى- عضو ذهبى
-
عدد المساهمات : 1525
تاريخ التسجيل : 17/05/2010
الموقع : مرسى مطروح
المزاج : روقان
العمر : 36
رد: هل أنت انسان طبيعي؟
الحمد لله عقاب
انا انسان طبيعي جدا
فهل انت انسان طبيعي
انا انسان طبيعي جدا
فهل انت انسان طبيعي
نجم الدين- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 6406
تاريخ التسجيل : 30/08/2010
الموقع : قلب حبيبي
المزاج : رايق
مواضيع مماثلة
» موضوع ماهو طبيعي
» ماسك تفتيح طبيعي
» هل أنت طبيعي أم مريض نفسي ؟؟ أكتشف ذلك
» صدق انسان
» حكاية قلب انسان
» ماسك تفتيح طبيعي
» هل أنت طبيعي أم مريض نفسي ؟؟ أكتشف ذلك
» صدق انسان
» حكاية قلب انسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى